يبتهج الكثير الناس في المنطقة العربية عندما يقرؤون أن حكومة دولة غربية سمحت لنسائها الشرطيات بوضع الحجاب أثناء فترات دوامهن، وغالبا ما يكون ذلك الحجاب متناسبا مع لباسهن الوظيفي.
أي أن تلك الحكومات لم تسمح لهن فقط بوضع الحجاب وإنما صرفت من مال دافعي ضرائبها، وغالبيتهم ليسوا مسلمين، لشراء حجاب نسائها الشرطيات المسلمات. كما يراود المسلمين، خاصة المقيمين بدول الغرب، شعور بالفرح عندما يفتتح مسجد جديد في المدينة أو الحي الذي يقيمون داخله.
ولا يكاد الزائر يدخل مكتبة كبيرة في أية عاصمة غربية إلا ويجد على رفوفها نسخا من القرآن مترجما إلى لغة أهل البلد معروضا للبيع مثله مثل كل الكتب، ولكن القلة منا هم الذين يتساءلون لماذا تٌقْدِمٌ تلك الدول على فعل كل ذلك وأغلب سكانها مسيحيين؟ في حين نجد أن دولا عربية كثيرة لا زالت تمنع على النساء المحجبات العمل في بعض المناصب العمومية، وترفض الترخيص لبناء بيوت عبادات الديانات الأخرى غير تلك التي يدين بها أهلها، وفي الدول التي لا يوجد فيها مسيحيون فإن وجود كتاب إنجيل بحوزة أي من أفرادها قد يعرضه للمساءلة بتهمة التبشير.
1. تهديد لفكرة “الدولة الدينية”
الإسلاميون يعتبرون أن الدين يجب أن يكون مصدر التشريع الرئيسي في الدولة. بالنسبة لهم، تطبيق الشريعة هو “واجب إلهي” لا يمكن التنازل عنه. في المقابل، تقوم العلمانية على مبدأ أن الدولة يجب أن تكون محايدة تجاه الأديان، مما يعني أن القوانين تُسن بناءً على المصلحة العامة وليس بناءً على نصوص دينية.
هذا التوجه يمثل تهديدًا مباشرًا لفكرة “الدولة الدينية” التي يسعى الإسلاميون إلى فرضها، حيث يخشون أن يؤدي الفصل بين الدين والدولة إلى تقويض سلطتهم السياسية والروحية.
2. فقدان الهيمنة الاجتماعية
في المجتمعات التي يهيمن فيها الإسلاميون، يكون الدين جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية، حيث تُفرض الممارسات الدينية بشكل مباشر أو غير مباشر على الأفراد. العلمانية، من جانبها، تمنح الأفراد حرية ممارسة أو عدم ممارسة الدين، وهو ما يتعارض مع رؤية الإسلاميين الذين يسعون لفرض نمط ديني معين على الجميع.
عندما تنتشر الأفكار العلمانية، قد يفقد الإسلاميون القدرة على التحكم في تفاصيل الحياة الاجتماعية، مثل اللباس، التعليم، والتقاليد، مما يقلل من نفوذهم الاجتماعي.
3. تحدي سلطة رجال الدين
العلمانية لا تعني فقط فصل الدين عن الدولة، بل تعني أيضًا تقليص سلطة رجال الدين في المجتمع. في الأنظمة الدينية، يتمتع رجال الدين بنفوذ كبير، حيث يُنظر إليهم كمرجعية أخلاقية وسياسية.
عند تطبيق العلمانية، تتحول هذه المرجعيات إلى مجرد شخصيات دينية دون سلطة سياسية أو قانونية، مما يضعف موقفهم بشكل كبير ويجعلهم في موضع أقل تأثيرًا.
4. الترويج لقيم تتعارض مع الفكر المحافظ
العلمانية غالبًا ما تأتي مصحوبة بقيم مثل الحرية الفردية، المساواة بين الجنسين، وحرية التعبير. هذه القيم تُعتبر في نظر الإسلاميين تهديدًا مباشرًا للفكر المحافظ الذي يقومون عليه.
على سبيل المثال، يرفض الإسلاميون غالبًا فكرة المساواة المطلقة بين الجنسين، بينما تدعو العلمانية إلى إزالة جميع الفوارق القانونية والاجتماعية بين الرجل والمرأة.
5. فقدان الشرعية الدينية في الحكم
تستمد الأنظمة الدينية شرعيتها من الدين، حيث تدّعي أنها تطبق “حكم الله” على الأرض. العلمانية، من ناحيتها، تلغي هذا المصدر من الشرعية، وتعتمد على شرعية أخرى تتمثل في إرادة الشعب والدستور المدني.
من يخافون من العلمانية أو يخوفون الناس منها صنفان، إما أشخاص يجهلون المعرفة بها، ومن جهل شيئا عاداه، أو أشخاص لا يريدون للناس أن تفهم معنى العلمانية، لأنهم لا يريدون أن يتم فصل الدين عن السياسة لأغراض ومصالح تخصهم، وهؤلاء هم الحكام والسياسيين عموما الذين يوظفون الدين لأغراض سياسية.
أيضا، العلمانية لا يمكنها أن تظهر إلا في جو ديمقراطي، كما أن الديمقراطية لا تنجح إلا في ظل سيادة نظام علماني، فهما متلازمتان يصعب الفصل بينهما. وكل الدول الغربية التي تصنف اليوم بأنها ديمقراطية تتبنى نظاما علمانيا يفصل بين الدين والدولة. والعكس صحيح.
فلا وجود لنظام ديمقراطي غير علماني. والديمقراطية هنا، لا يجب أن نختصرها في صناديق الاقتراع كما كان ومازال يحدث ذلك في بعض الدول العربية. الديمقراطية، عدا كونها حكم المؤسسات والفصل بين السلط، هي أولا وقبل كل شيء حرية الرأي وحرية الاعتقاد. وهذه الحرية لا يمكنها أن توجد إلا داخل إطار علماني يكفل للفرد حرية الاحتفاظ بإيمانه واعتقاده لنفسه.
تم الكتابة و التحرير بواسطة: بوحرود هارون
مقال جيد بأفكار مستنيرة، تحياتي
Bon courage Haron
الاسلاماوية و الظلامية متلازمان، متى نرى تحرر بلادنا العربية من هذا الشر
عيب عليك ما تكتبه يا خائن انت عار على عائلتك و منطقتك المحافظة، تستحق الضرب و العقاب حتى تتراجع عن هذا الجهل الذي تعلمته من القبائل الكفار
العلمانية كابوس الاسلاميين الابدي