كتب الأستاد معمر حبار مقارنة بين المؤسسة العسكرية و الجيش المصري .
لايمكن بحال مقارنة المؤسّسة العسكرية الجزائرية بـ “السيسي” في مصر لاعتبارات منها:
1. خاطب “السيسي” الشعب المصري مباشرة بينما المؤسّسة العسكرية خاطبت أبناءها من العسكر وفي ثكناتهم ولم توجّه خطابها مباشرة إلى الجزائريين. بعبارة الجزائري: تحدّثت المؤسّسة العسكرية الجزائرية مع لاعبيها وفي ملعبها.
2. كان آخر بيان للمؤسّسة العسكرية الجزائرية ضمن اجتماع قيادة الأركان أي داخل المؤسّسة.
3. “السيسي” هدّد “مرسي” رئيس الجمهورية يومها وأمهله أيام قلائل إن لم يفعل كذا وكذا. بينما المؤسّسة العسكرية الجزائرية قدّمت طلبا كغيرها من الجهات وهو تفعيل المادة 02 و 7 و8 من الدستور، وبعد أسبوع من طلبها مازالت تنتظر بل رفض طلبها لحدّ الآن وهناك محاولات للالتفاف حوله رغم أنّه مطلب الشّارع والسّاسة بأطيافهم.
4. “السيسي” أمر الدبابات والجيش بالنزول إلى الشارع بينما المؤسّسة العسكرية الجزائرية رفضت وترفض لحدّ الآن إنزال الجيش إلى الشارع رغم أنّ البعض يطالب علانية بتدخل الجيش.
5. “السيسي” لايملك تجربة ويحتاج إلى إبراز عضلات ليظهر أنّه القادم الملهم بينما المؤسّسة العسكرية الجزائرية لاتحتاج لإبراز العضلات ويكفيها مابين أيديها من انجازات.
6. “السيسي” لايملك تاريخا عسكريا يعتمد عليه بينما المؤسّسة العسكرية الجزائرية تملك تاريخا وعقيدة تعود للثورة الجزائرية.
7. تسعى المؤسّسة العسكرية الجزائرية بكلّ مالديها من أن تقع في الأخطاء التي وقعت فيها أثناء العشرية الحمراء من التّسعينات من القرن الماضي وقد نجحت في هذا الشأن ولم تقع لحدّ الآن في الممنوع. بينما “السيسي” لايملك هذه التجربة التي تمنعه من الوقوع في الممنوع وقد وقع في الدماء.
8. تصرّف “السيسي” بمفرده ليكون له اسم بينما المؤسّسة العسكرية الجزائرية الممثّلة خاصّة في قيادة الأركان تصرفت وتتصرّف بشكل جماعي لذلك كانت قراراتها لحدّ الان معقولة وفاعلة تخدم الشعب من جهة وتحافظ على مؤسّسات الدولة من جهة أخرى.
9. حين دخل “السيسي” رابعة كان حديث عهد برتبة وزير الدفاع وأزعم أنّ رتبته العسكرية النهائية لم تكتمل حينها، ومازلت أتذكّر صعوده في الرتب العسكرية بشكل سريع ومخيف حتّى علّق أحد الظرفاء يومها: أخشى أن تمنحوه اسم “إله” إذا استمرّ منح الرتب العسكرية بهذه السّرعة الخارقة. و”السيسي” كان يسعى للظهور لنيل أعلى الرتب والاوسمة فوجد السطو على مرسي الرئيس المنتخب أفضل وسيلة لتحقيق غايته. بينما المؤسّسة العسكرية الجزائرية بقيادة الأركان دخلت أحداث الجزائر وهي كاملة الرتب العسكرية والأوسمة وراضية بها ولا تبحث عن ظهور لنيل رتبة أعلى فما بين الكتفين يكفيها وتفتخر به.
10. سألني صباح اليوم شاب متحمّس: المؤسّسة العسكرية بطيئة جدّا. أجبت وأضيف الآن: تتعامل المؤسّسة العسكرية مع الشؤون السياسية ببطء وهذا أمر عادي جدّا لاختلاف الوسائل والميدان، لكنّها تتعامل بسرعة وعدم تردّد وبقوّة حين يتعلّق الأمر بمسألة عسكرية. والمسألة لاعلاقة لها بالبطء إنّما بهدوء واحترافية وتدرج وحذر شديد من الداخل والخارج يبدو للوهلة الأولى وللمتحمّس على أنّه “بطء؟ !” وفي الحقيقة ليس كذلك.
11. تكمن قوّة المؤسّسة العسكرية الجزائرية لحدّ الآن في كونها تعمل علانية وتحقّق مطالب الشارع الجزائري علانية، ولذلك كان أثرها أبلغ وأصدق والتحم حولها الشارع. وكما قلت لزملائي: لو عملت في الخفاء ماكان لنفس المجهود أن يكون له نفس الأثر .
12. لحدّ الآن تسيّر المؤسّسة العسكرية أحداث الجزائر باحترافية عالية، وفي سلمية نادرة، وتحقيق مطالب المجتمع بما يقوي المجتمع، ومعالجة قضايا في غاية الصّعوبة بالاعتماد على العدالة، ودون إراقة قطرة دم واحدة، ودون أن تتورّط في المستنقع السياسي، ودون أن تفرض نفسها بالقوّة على مؤسّسات الدولة ويكفي أنّ المجلس الدستوري لحدّ الآن لم يأخذ بمطلب المؤسّسة العسكرية ويرفضه لحدّ الان.
13. خلاصة، لايمكن بحال مقارنة ماقام به “السيسي” بما تقوم به المؤسّسة العسكرية الجزائرية بالنسبة للنقاط المذكورة أعلاه.
14. حفظ الله المؤسّسة العسكرية الجزائرية ووفّقها الله لخدمة المجتمع الجزائري وتحقيق مطالبه وحماية حدود وسماء وماء وخيرات الجزائر الظاهرة منها والباطنة.
طالع ايضا : أصول عائلة لخضر الإبراهيمي
Site webmaster, Web developer, Seo specialist. You can contact me using links below