يستمتع الكثيرون بتصفّح مواقع التواصل الاجتماعي – أو السوشيال ميديا – بفضل المحتوى الذي يختارون متابعته؛ إذ يتابع البعض المحتوى الترفيهي الذي يجدون فيه المتعة والضحك بعد يوم عمل طويل، بينما يتابع الآخرون المحتوى التثقيفي أو الأخبار، ويجد بعض المستخدمين في وسائل التواصل الاجتماعي الوسيلة الأسهل والأمتع للبقاء على تواصل مع أفراد عائلتهم، وأصدقائهم، ومعارفهم.
إلا أنّ تصفّح السوشيال ميديا، مهما اختلف الهدف منه، قد يتفاقم إلى الحد الذي يصبح معه إدماناً، فتتأثر حياة المستخدم المدمن بشكل سلبي، فيفقد الحسّ بالوقت من حوله، وينفصل عن واقعه، ويتراجع أداؤه في الدراسة أو العمل، إضافة إلى تقاعسه بشكل عام عن مسؤولياته والعناية السليمة بنفسه، وغيرها الكثير من الآثار السلبية.
تابع القراءة لتتعرّف أكثر على إدمان السوشيال ميديا، وآثاره السلبية، والحلول المناسبة لعلاجه.
يمكنك ايضا قراءة: معرفة باسورد الواي فاي المتصل به
تعريف إدمان السوشيال ميديا وأعراضه
قد تتساءل إنْ كنتَ مدمناً على السوشيال ميديا أم لا، وهو تساؤلٌ شائع بين مستخدميها بسبب الوقت الذي يقضونه في تصفّحها. لمعرفة إنْ كنتَ مدمناً عليها، إليك أعراض إدمان السوشيال ميديا الآتية:
- تصفّح السوشيال ميديا كلما سنحت الفرصة.
- عدم القدرة على التوقف عن التصفح.
- التعرّض لأعراض انسحابية لدى التوقف عن استخدامها، فقد يشعر المستخدم بالغضب والتوتر لدى ابتعاده عن حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي في حال عطّلها مؤقتاً على سبيل المثال.
- استخدام مواقع التواصل الاجتماعي كوسيلة للهرب من الواقع، أو الحصول على القبول الاجتماعي.
- إفراط المشاركة من خلال هذه المواقع.
- تأثر أداء الشخص المدمن أكاديمياً ومهنياً.
- إهمال المدمن لنفسه.
الآثار السلبية لإدمان مواقع التواصل الاجتماعي
تماماً كما مع أي إدمان آخر، يعاني المدمن من آثار سلبية نتيجة إدمانه، ومن الآثار السلبية لإدمان السوشيال ميديا كل من الآتي:
- فقدان الإحساس بالوقت
عند تصفّح الشخص المدمن لمواقع السوشيال ميديا، ينجرف في التصفح لساعات حتى أنّه يفقد الحس بالوقت، فلا يشعر بمرور الساعات وضياع وقته، ولا يلاحظ انعدام حضوره وانتباهه للعالم الواقعي بعيداً عن الشاشة التي أسرتْ انتباهه كاملاً.
ليس من الغريب الانجراف في التصفح لما تقدّمه السوشيال ميديا من كمّ كبير من المعلومات، وتنوّع المحتوى، لكن إنْ كان هذا الانجراف هو النمط المعتاد لدى المستخدم، فإنه من الأفضل البدء بتقليل استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، وتحويل انتباه المستخدم إلى العالم الحقيقي بعيداً عن الرقمي، لكي يستعيد حسه بالوقت مجدداً.
- الاحتراق النفسي
يعاني مستخدمو السوشيال ميديا الذين يقضون وقتهم عليها من أجل متابعة أحدث الأخبار باستمرار من الاحتراق النفسي، والذي يتمثّل بالإنهاك الناجم عن الضغط على المستوى النفسي الذي يشعر به متابعو الأخبار باستمرار، ذلك نتيجة متابعتهم لها أولاً بأول، بشكل هوسي، يجعلهم يشعرون وكأنهم وسط الأحداث السلبية التي تقع في مختلف بقاع العالم.
تؤدي هذه المتابعة الهوسية للأخبار عن طريق مواقع التواصل الإجتماعي إلى الاحتراق النفسي، وفقدان الإحساس الوقت، كما الانفصال عن واقعهم والانغماس في العالم الرقمي، وغيرها من الآثار السلبية لإدمان السوشيال ميديا.
- الانفصال عن الواقع
ينفصل المدمن على مواقع السوشيال ميديا عن واقعه، فيتراجع أداؤه الأكاديمي أو المهني، ويصبح منفصلاً وغير حاضر في علاقاته الشخصية؛ فيصبح كما الغائب عن عائلته وأصدقائه بينما ينغمس في المحتوى الذي يتابعه أو القبول الذي يبحث عنه رقمياً؛ إذ إنّ الإدمان يعود في بعض أسبابه إلى محاولة الحصول على القبول المجتمعي من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، عن طريق مشاركة الحياة الشخصية باستمرار بهدف الحصول على الإعجابات والتعليقات.
- الآثار الجسدية
إرهاق العين، آلام الرقبة، ومتلازمة النفق الرسغي، كلها بعض الآثار الجسدية التي قد يمرّ بها المدمن، إضافة إلى فقدان الرشاقة البدنية واحتمال اكتساب الوزن.
علاج الإدمان على السوشيال ميديا
يكمن علاج الإدمان على السوشيال ميديا في مقاومة التصفح، والتقليل منه، واستبداله بأنشطة أخرى، حيث يمكن تحقيق ذلك من خلال الآتي:
- تعطيل الإشعارات لتقليل التفاعل المباشر والمستمر مع السوشيال ميديا.
- تحديد وقت استخدام خاص لكل تطبيق عن طريق الإعدادات، حتى يصلك تذكير بانتهاء وقت الاستخدام الذي حددته.
- وضع هاتفك في مكان بعيد عن متناولك.
- جدولة مُسبقة لأنشطة تقوم بها خلال يومك.
- التركيز على المشاركة في فعاليات أو الخروج من المنزل بشكل عام.
- القيام بنشاط جسدي واحد على الأقل كل يوم مثل اليوغا، ممارسة الرياضة، أو ممارسة تمارين التمدد، وغيرها.
- العودة لممارسة المواهب كالرسم، والغناء، والأعمال اليدوية، أو اكتشاف مواهب ومهارات جديدة.
- ممارسة تمارين اليقظة الذهنية التي تساعد في التيقظ للواقع، فلا ينفصل المدمن عنه.
- قضاء الوقت مع العائلة والأصدقاء وجهاً لوجه بعيداً عن الشاشات.