عرفت الاجواء السياسية بالجزائر حراكا كبيرا , بعد استدعاء الهياة الناخبة الجمعة الماضي 18 جانفي 2019 , من طرف رئيس الجمهورية عبر مرسوم رئاسي تمت اذاعته عبر وسائل الاعلام .
و من اهم ما جاء في الساحة بعد بيان استدعاء الهياة الناخبة و تحديد تاريخ 18 افريل 2019 كموعد لاجراء الانتخابات الرئاسية , ترشح اللواء المتقاعد ” علي غديري “ لرئاسة الجمهورية , و ايضا رسائل المجاهد ” مولود حمروش ” التي وجهها للسلطات العليا بالبلاد .
و مما حدث ايضا هو نشوب ازمة صامتة داخل حزب حركة مجتمع السلم , التي كان رئيسها عبد الرزاق مقري يدعو منذ ديسمبر الماضي الى تمديد العهدة الرئاسية الحالية لسنة واحدة من اجل التوافق على خريطة طريق , لكن قرار استدعاء الهياة الناخبة و تنظيم الانتخابات في وقتها فرض على مقري تغيير استراتيجية حركته بالتلميح لاحتمال مشاركة حمس في الانتخابات الرئاسية , و ترك القرار لمجلس الشورى للحركة , لكن تحرك السيد بوجرة سلطاني و اعرابه لرغبته في الترشح و ان العزيمة تنقصه و هو ما يعتبر برسالة مبطنة من بوجرة لحركة حمس التي كان يراسها لدعمه للترشح , فسارع مقري الى التلويح بمعاقبة بوجرة و الايام القادمة ستاتي بالجديد سواءا بترشح بوجرة او مقري او شخصية اخرى او حتى مقاطعة الرئاسيات .
كما دار حديث عن ترشح السيد علي بن فليس عن طلائع الحريات , و من جهة اخرى فاجاء نائب برلماني عن حزب المستقبل باعلان استقالته من الحزب , بسبب ترشح السيد بلعيد عبد العزيز رئيس الحزب لرئاسيات افريل القادمة , حيث جدد النائب المستقيل دعمه و مناشدته للرئيس بوتفليقة للترشح لعهدة خامسة !!!!
وتسارعت الاحداث بسرعة حيث اعلنت وزارة الداخلية في بيان لها ان ما يزيد عن 60 شخصا , تقدموا لسحب بيان طلب الترشح لمنصب رئيس الجمهورية , و يبقى امامهم جمع التوقيعات كما ينص عليه قانون الانتخابات .
و قامت بعض وسائل الاعلام بتسجيل حوارات قصيرة مع الراغبين في الترشح للرئاسيات , لكن ذلك انقلب الى سخرية و ضحك و تم تداول تلك التصريحات عبر وسائط التواصل الاجتماعي ,بالكثير من السخرية الشيء الذي يسيئ لصورة الانتخابات الرئاسية عموما , في ظل عزوف كبير عرفته الانتخابات التشريعية الاخيرة بالبلاد .
الحراك السياسي في الجزائر تم التطرق اليه من طرف الاعلام العربي , و ايضا الدولي حيث عنونت صحيفة العرب من لندن في مقال لها : ترشح الجنرال المتقاعد علي غديري يعيق غلق اللعبة لصالح بوتفليقة , فمن الملاحظ ان الاعلام الدولي يركز على شخص علي غديري , و لم تتخلف المواقع الاعلامية الفرنسية في ذلك , عبر بوابة موقع اعلامي فرنسي مقرب من الاجهزة الاسخباراتية الفرنسية (Mondafrique ) , و شبكتها بالمغرب , و يعود اهتمام الموقع الفرنسي بغديري منذ اشهر , حيث نشرت مقالا عن لقاء جمع غديري برجال استخبارات امريكيين بسفارة امريكا بباريس , المقال الذي نفاه غديري حينها و طلب من محرر المقال كشف ادلة دامغة او المتابعة القضائية .
لكن الموقع لم ينشر اي ادلة بل اكتفى بنشر رسالة غديري , و عاد الموقع الفرنسي لنشر المقال نفسه يوم 18 جانفي الماضي , عشية استدعاء الهياة الناخبة , في ايحاء من الموقع المذكور عن علاقة غديري بامريكا , لم يتوقف الامر هنا بالموقع الفرنسي الذي نقل بسرعة البرق خبرا عن موقع جزائري اخر يديره شخص كان الموقع الفرنسي قد صرح ان ذلك الشخص ينشر ايضا باسم مستعار بالموقع الفرنسي .
الخبر يقول ان غديري كلف عبد الرحمن دحمان بادارة حملته الانتخابية بفرنسا , مع الاشارة ان دحمان مستشار ساركوزي , رغم ان الموقع الفرنسي و ايضا الجزائري الذي نشر الخبر لم يذكر ان دحمان عبد الرحمن قد غادر حزب ساركوزي في مارس 2011 بسبب حملة حزب ساركوزي العتصرية ضد المسلمين انذاك .
و كان الاستاذ “ مقران ايت العربي ” قد نفى نفيا قاطعا خبر تكليف دحمان عبد الرحمن من طرف غديري , و اكد انه لا يوجد اي شخص يمثل غديري بالخارج .
موقع اخر الكتروني مصدره العاصمة السينيغالية داكار , و معروف بقربه من الدوائر السياسيىة الفرنسية( Afrik ) , يقوم بنشر مواضيع خرافية عن الجزائر و منها ان غديري تحدى قائد اركان الجيش في شكل انقلاب , و تقوم بعدها صحف مقربة من المخزن المغربي بنقل اخبار الموقع السينيغالي , فما هو سبب استنفار محور باريس المغرب بعد ترشح السيد علي غديري ?!!!!
من جهة اخرى نفت حركة مواطنة مساندتها لاي مرشح في الرئاسيات المقبلة و دعت الى مقاطعة الانتخابات في حال ترشح الرئيس بوتفليقة .