الشيء الذي لم يصبح خافيا للجميع هو اللقاء الاخير الذي جمع بين شقيق الرئيس بوتفليقة و عبد الرزاق مقري , و مما كشفه مقري انه تقدم رسميا بطلب لمقابلة رئيس الجمهورية , و انتظر الرد و بما ان ذلك غير ممكن فقد تم ترتيب لقاء مع ممثلين لرئيس الجمهورية , منهم شقيق الرئيس سعيد بوتفليقة , و كان اللقاء بين نوفمبر و ديسمبر الماضي في مكان تابع للدولة .
يضيف رئيس حركة مجتمع السلم ان النقاش دار حول الرئاسيات , و كانت ثلاثة خيارات مطروحة منها العهدة الخامسة و انتخابات بدون ترشح الرئيس بوتفليقة و اخيرا خيار التمديد للرئيس و الانتقال من عهدة بخمس سنوات الى عهدة من 7 سنوات مع اشراك احزاب التحالف فقط , و على ضوء ذلك ارتأي مقري ان يكون تمديد للرئيس الحالي لسنة واحدة بتوافق كل الطبقة السياسية بشقيها الموالي و المعارض مما يضمن مصالح حركة مجتمع السلم , و دافع مقري عن طرحه بانه تم العمل به في العديد من الدول التي عرفت نفس اوضاع الجزائر .
يضيف مقري انه من غير المعقول ان يتم تنظيم انتخابات بدون الرئيس بوتفليقة لان ذلك سيبقي على نفس النظام الحالي و تبقى نفس الاوضاع المتسمة بالتزوير و الرشوة و الجهوية و غيرها من الافات , لكن من جهة اخرى يقول ان أصبح من الصعب التوافق على مرشح توافقي سواءا عند احزاب الموالات او عند احزاب المعارضة , و مما هو مثير للانتباه هو ما ذهب اليه مقري بالقول ان المقربين من الرئيس ليسوا متمسكين بخيار العهدة الخامسة , و ذلك بسبب الوضع الصحي لرئيس الجمهورية , و استنتج مقري ان الرئيس يعمل على تنظيم تنحيه عن الحكم , و ان الوضع الان مغاير تمام للوضع سنة 2014 اين كانت هناك ارادة في البقاء في الحكم مدى الحياة .
و ختم مقري بقوله ان فكرة تمديد العهدة الرابعة او تاجيل الانتخابات تمت معارضتها من طرف جهات من النظام ام من محيط و يتحفظ عن كشفها حاليا .
و منه فانه جلي ان كل المحاولات من تاجيل و تمديد لم تجد لها طريقا , و ان شيئا ما لا يمر كما ينبغي في اعلى هرم السلطة , و ان الانتخابات الرئاسية ستقام في موعدها , فهل ستكون انتخابات غير مسبوقة بالجزائر ?!!! لانه لحد الان لم يتم الفصل في قضية العهدة الخامسة , و هناك من يقول ان رئيس الجمهورية ابدى رغبته في التنحي بعد 20 سنة من الحكم , و تسليم المشعل لجيل اخر , و ليس ذلك مقصورا على منصب رئيس الجمهورية بل يشمل كل المناصب المهمة و الحساسة , و الذين عملوا تحت لواء الرئيس بوتفليقة في فترة حكمه بكل تفاني و ووفاء .
ما يلاحظه الجميع المواطنين و المراقبين و جميع الأحزاب أن خيار العهدة الخامسة يخفت بريقه يوميا ، فيما عدا تصريحات جانبية للمولاة تمر على الساحة السياسية مرور الكرام .